لقد تتلمذ العلامة الطباطبائي المعارف الإلهيّة و الأخلاق و فقه الحديث عند آية الحق والعارف الذي لا بديل له : سماحة آية الله الحاجّ السيّد علي القاضي الطباطبائي قدس سره، و قد تربّى على يدي هذا الاستاذ الكامل في السير و السلوك و المجاهدات النفسانيّة و الرياضات الشرعيّة.
وكان العلامة الطباطبائي يقول عن أستاذه السيد علي القاضي:
إنَّ كلّ ما عندنا هو من المرحوم القاضي.
كما يقول العلامة الطهراني (وهو التلميذ الأبرز للعلامةالطباطبائي) :
لقد كان استاذنا [العلامة الطباطبائي] يحمل في قلبه عشقاً شديداً لُاستاذه، و حقّاً كان يرى نفسه صغيراً أمامه؛ و يلمس في سيماء المرحوم القاضي عالماً من العظمة و البهاء و أسرار التوحيد و الملكات و المقامات.
في أحد الأيّام قدّمت له عطراً، فحمله بيده، و قال بعد تأمّل: لقد رحل استاذنا المرحوم القاضي منذ سنتين؛ و منذ ذلك الحين لم أتطيّب حتّى الآن. و إلى الفترة الأخيرة أيضاً كنت كلّما قدّمت له عطراً؛ كان يفلقه و يضعه في جيبه. و لم أره قد تعطّر، رغم انقضاء أكثر من 36 سنة على وفاة استاذه.
و المدهش تساوي عمر العلّامة مع استاذه القاضي؛ فقد عاش كلّ منهما 81 سنة.
جامعية العلامة الطباطبائي
لقد كان العلامة الطباطبائي تجسيدا للحياء، مثله مثل معصوم من المعصومين! كان كتلة من الحياء! إذا اراد الإنسان أن يعرف الأئمّة، و أن يفهم كيف كان مقام الإمام، فعليه أن ينظر إليه فهو آية!
نعم؛ لقد كان آية عظيمة! ليس فقط من ناحية الجامعيّة و الشموليّة بالنسبة لسائر العلوم و إحاطته بالمعقول و المنقول، بل من ناحية التوحيد و المعارف الإلهيّة و الواردات القلبيّة و المكاشفات التوحيديّة و المشاهدات الإلهيّة القدسيّة و مقام التمكين و استقرار الجلوات الذاتيّة في جميع عوالم النفس و زواياها.
| العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي |